المقدمة
عندما أرى ابني الكبير وقد أتم السابعة من عمره، ينتابني مزيج غريب من الحب والقلق.
إنها السن التي تبدأ فيها أولى خطواته نحو عمود الدين الإسلامي: الصلاة.
تذكّرت حينها وصية النبي ﷺ: «مُروا صبيانكم بالصلاة لسبع سنين».
لكنني كأبٍ (أو أم) أعيش في الغربة، يراودني سؤال لا يفارقني:
كيف أجعل ابني يُصلّي حبًا لا خوفًا؟
كيف أزرع فيه حبّ الله وسط حياةٍ مزدحمة بالمواعيد والدروس والنشاطات؟
وكيف أصطبر أنا على تعليمه حتى يُحبها؟
في رتل أونلاين، نعرف أن هذا السؤال يتردد في ذهن كل والدٍ مسلمٍ يعيش في الغربة.
لذا قدّمنا هذا الدليل العلمي المبسّط والمستند إلى تجارب حقيقية نضعها بين يديك.
أولًا: اجعل أولادك يرون أهميّة الصلاة في حياتك
يقول علماء التربية إن الأطفال لا يتعلمون بالكلمات المباشرة، بل بالتقليد لمن أكبر سنًا.
حين يراك ابنك تُصلّي بخشوع، ستغرس فيه أول درسٍ إيمانيّ دون أن تنطق بكلمة.
دعه يراك تنتبه للأذان، تُسرع إلى الوضوء، وتفرش السجادة بابتسامة.
بهذه التفاصيل الصغيرة تتكوّن ذاكرة الإيمان في عقله وقلبه.
ثانيًا: املأ قلبه بحب الله قبل أن تطلب منه طاعته
قبل أن نطلب من الطفل أن يُصلّي، علينا أن نغرس في قلبه لماذا يُصلّي؟
علّم طفلك أن الصلاة هي طريقة شكر الله على نِعَمه، وأنها الوسيلة التي يُمكننا من خلالها أن “نتحدث مع الله”.
1_كيف نشكر الله؟ وهل نستطيع أن نكلمه؟
حينما يسألك طفلك مستفسرًا فالإجابة تكون: نعم، الصلاة طريقة التواصل الأولى بين العبد وخالقه؛ فهي الجسر الذي يبنيه المسلم ليصل إلى أعلى مراتب الإيمان. فالله هو خالق هذا الكون بأكمله وهو الذي خلقنا وكرمنا في أحسن صورة، وأرسل لنا رسولنا محمد ليعلمنا الخير، فنحن نعبده ونشكره بالصلاة حتى نفوز بالجنة.
2_دور التأسيس الإيماني
لا تتوقّع من طفلك أن يُصلّي بانتظام من أول حديثٍ لك معه، فالإيمان يحتاج إلى جرعاتٍ كبيرة من الحب والصبر.
فكيف يُصلّي طفلٌ قلبه لم يمتلئ بعد بمعاني الإيمان؟
إذن ما الحل؟
ابدأ من الجذور؛ علّمه سورة الفاتحة فهي ركن مهم في الصلاة، ثم علّمه سورًا قصيرة مثل الإخلاص والناس، وردّدها معه.
ولنا في رسولنا الكريم ﷺ أعظم قدوة، فقد أمضى السنوات الأولى من الدعوة في ترسيخ العقيدة في قلوب الصحابة، حتى إذا فُرضت الصلاة، تقبّلوها بسمعٍ وطاعة.
وهكذا قلب صغيرك، حين تُعلّمه وتَصبر عليه، سيُصلّي حبًّا لا خوفًا.
🔗 اقرأ أيضًا: كيف نزرع في أبنائنا حب الطاعة لله بلا خوف من العقاب؟
ثالثًا: اجعل الصلاة عادةً… ثم دعها تتحوّل إلى حبٍّ وعبادة
تُظهر دراسات علم النفس التربوي أن العادات لا تُبنى بالرغبة، بل بالتكرار.
فالتكرار يُعيد تشكيل المسارات العصبية في الدماغ، حتى تتحول السلوكيات الصغيرة إلى عاداتٍ راسخة.
وبحسب أبحاثٍ في علم النفس والدين، فإن الصلاة لا تُزيل التوتر بالضرورة، لكنها تمنح الطفل وسيلة فعّالة للتعامل معه والتعبير عن ذاته.
يشبّه علماء النفس تكوين العادات بتجربةٍ شهيرة على الفئران:
حين يُكافأ الفأر في كل مرة يضغط فيها على زرٍّ بني اللون، يبدأ دماغه بإنشاء مسارٍ عصبي يربط بين الفعل والمكافأة.
وهكذا الطفل؛ فكل مرةٍ يُصلّي فيها وهو يشعر بالطمأنينة يترسّخ في نفسه ارتباط إيجابي بين الراحة النفسية والوقوف بين يدي الله.
المعادلة بسيطة وواضحة:
عادة + تكرار + محبة = صلاةٌ منتظمة
رابعًا: لا تُعلّمه الصلاة… بل اجعله يشعر بها
بعد أن يعتاد طفلك الصلاة كعادةٍ يومية، تبدأ المرحلة الأعمق: مرحلة المشاعر.
فالصلاة ليست حركاتٍ تُؤدّى، بل شعورٌ بالسكينة والطمأنينة.
في تجربة لأسرةٍ بريطانية، اعتاد الوالدان أن يسألا ابنتهما ذات العامين قبل النوم:
“بماذا تشكرين الله اليوم؟”
فكانت تُعبّر بدعائها البسيط عن شكرها وفرحها أو حتى حزنها.
يقول الباحثون إن هذا النوع من “الصلاة الحرة” يُنمي لدى الأطفال علاقة حقيقية مع الله، لا تقليدية ولا جامدة.
دع طفلك يُصلّي بطريقته البسيطة: بصوته، بكلماته، بشعوره.
ولنا في سيرة رسولنا وصحابته الكرام أفضل القصص التي تجعل طفلك يستشعر أهمية الصلاة؛ فنحدّثه عن النبي ﷺ الذي كان يقوم الليل حتى تتورم قدماه شكرًا لله،
وعن الرجل الصالح الذي بُترت ساقه وهو ساجد فلم يشعر بالألم من شدة خُشوعه، وغيرها الكثير.
تلك الصور تبني في قلب الطفل معنى الصلاة وتجعله يُصلّي عن اقتناع حتى عندما يكبر.
وهذا بالضبط ما يحرص عليه معلمونا في مدرسة رتل،
إذ لا يقتصر تعليمهم على تلقين الوضوء وحركات الصلاة،
بل يعلّقون قلب الطفل بها، حتى تصبح الصلاة عنده عادة وعبادة .
ماذا بعد أن يتعلم طفلك الصلاة؟

حين تبدأ الصلاة عادةً، ثم عبادة عن اقتناع وفهم تدريجي، ستُلاحظ أثرها على سلوكه اليومي:
سيهدأ غضبه أسرع، ويشعر بالأمان، ويتعامل مع التحديات بثقة.
وهنا تبدأ المرحلة الأهم: أن يجد الصحبة التي تُشجّعه على الاستمرار.
في رتل أونلاين… نرافقك في هذه الرحلة
نحن نعلم أن تعليم الصلاة ليس أمرًا سهلًا، خصوصًا في الغربة،
لكننا في مدرسة رتل أونلاين نؤمن أنك لست وحدك.
نقدّم لطفلك برنامج العلوم الشرعية الذي يضم معلمين من الأزهر الشريف يتحدثون بلغات متعددة،
ليعلّموا أبناءك الصلاة حبًّا لا خوفًا، ويفتحوا أمامهم أبواب الفهم الصحيح للدين بلغةٍ قريبة من قلوبهم ومناسبة لعمرهم.
📩 خطوتك التالية
لا تؤجّل الخير إلى الغد.
قال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا}
فإن كنا نخاف على أبنائنا حقًا، فلنبدأ بخطوةٍ عملية تحفظ قلوبهم قبل أعمالهم.
سجّل ابنك اليوم في برنامج العلوم الشرعية مع رتل أونلاين،
ودعنا نرافقك في رحلة بناء الإيمان خطوة بخطوة،
من أول سجدةٍ صغيرة… إلى قلبٍ يعرف الله حبًّا لا خوفًا.
المصادر الخارجية:
https://www.psychreg.org/teach-children-pray/?utm_source=chatgpt.com
https://www.psychreg.org/teach-children-pray/?utm_source=chatgpt.com
https://primaryilm.com/salah-for-kids-teaching-kids-how-to-pray/