كيف ترسخ عادة الدعاء لدى طفلك

عادة بسيطة ستزيد من تعلق قلب طفلك بالله

المقدمة

لن تكون سعيدًا عندما يكبر طفلك ويصبح شابًا ناجحًا في عمله، متفوقًا في دراسته، محبوبًا بين أصدقائه، لكنه يعتقد أن كل هذا النجاح جاء بجهده وحده، يظن أن ذكاءه وحده كان كافيًا، وينسى أن هناك من وفقه وأعانه وفتح له الأبواب المغلقة.

هذا المشهد مؤلم، أليس كذلك؟

والأكثر ألمًا أن هذا يحدث فعلًا مع كثير من أبنائنا، خاصة عند نشأتهم في بيئات تعلي من قدر الاعتماد على النفس، وتأصل فيهم فكرة أن الإنسان هو سيد مصيره بلا حاجة لأحد، حتى لخالقه.

وهنا تكمن أهمية غرس عادة الدعاء، كوسيلة لتذكيرهم بأن كل نجاح يحتاج توفيقًا من الله، وأن الجهد وحده لا يكفي بدون معونته وبركته.

لماذا الدعاء تحديدًا؟

✅ لأن الدعاء يعلم طفلك التواضع الحقيقي. عندما يرفع يديه ويطلب من الله، يتعلم أنه مهما بلغ من قوة وذكاء، فهو يبقى محتاجًا، ضعيفًا أمام عظمة الخالق. هذا الدرس وحده كفيل بأن يحميه من الغرور والكبر طوال حياته.

✅ الدعاء أيضًا يمنح طفلك سلاحًا نفسيًا قويًا جدًا في أوقات الضيق والشدة. عندما تضيق به الدنيا، عندما يفشل في شيء، عندما يخسر شخصًا عزيزًا، عندما يمر بأزمة نفسية، سيكون الدعاء هو ملجأه الآمن، المكان الذي يجد فيه السكينة والطمأنينة.

✅ والأهم من كل هذا أن الدعاء يخلق علاقة شخصية عميقة بين طفلك وبين الله. ليست مجرد قواعد يحفظها أو أوامر ينفذها بلا روح، بل علاقة حية، علاقة حب وثقة ويقين. يعرف أن الله يسمعه، يراه، ويهتم لأمره.

طرق عملية مجربة لجعل الدعاء عادة دائمة عند طفلك

كيف نجعل الدعاء عادة في حياة أطفالنا؟

 

✔️ ابدأ بأدعية بسيطة يفهمها 

لا تبدأ بأدعية طويلة ومعقدة لا يفهم طفلك معناها. ابدأ بالبسيط، بالقريب من حياته اليومية. دعاء قبل النوم، دعاء قبل الطعام، دعاء عند الخروج من البيت، دعاء عند ركوب السيارة.

✔️ اشرح له معنى كل دعاء بكلمات بسيطة

 عندما تقول له قل “بسم الله” قبل الطعام، أخبره أننا نذكر اسم الله لأنه هو من رزقنا هذا الطعام، هو من جعل الأرض تنبت الزرع والشجر، وأن ذكر اسمه يجعل الطعام مباركًا ومفيدًا لجسمنا.

هذا الربط بين الدعاء ومعناه والحياة اليومية يجعل الدعاء منطقيًا في عقل الطفل، وليس مجرد كلمات يرددها بلا فهم.

✔️ حول طلباته إلى فرص تعليمية للدعاء

هذه واحدة من أقوى الطرق وأكثرها تأثيرًا. عندما يأتي إليك طفلك ويطلب منك شيئًا، لا تقل له فقط نعم أو لا. حولها لفرصة تعليمية جميلة.

قل له: سأحاول أن أفعل هذا إن شاء الله، ,واطلب منه أن يدعو الله أن ييسر الأمر ويتممه. علمه أن يرفع يديه ويقول: يا الله ارزقني هذا الشيء، يا الله يسر لي الأمر.

وعندما يتحقق ما طلبه، ذكره أن يشكر الله. قل له: هل رأيت؟ دعوت الله فاستجاب لك، احمد الله على هذه النعمة.

هذا التكرار، هذا الربط المباشر بين الدعاء والنتيجة، يزيده يقينًا أن الله يسمع ويستجيب.

✔️ اجعل الدعاء مرتبطًا بلحظات السعادة لا الحزن فقط

يقع االكثير من الأهالي في خطأ أنهم يعلمون أطفالهم الدعاء فقط في أوقات الشدة والمرض والخوف. وهذا بدوره يجعل الطفل يربط الدعاء بالمشاكل، يجعله شيئًا يلجأ إليه عند الضرورة فقط.

بدلًا من ذلك، اجعل الدعاء مرتبطًا باللحظات الجميلة أيضًا. قبل أن يلعب لعبته المفضلة، قل له: ادع الله أن تستمتع باللعب. قبل أن يأكل الحلوى التي يحبها، قل له: احمد الله الذي رزقك هذا الشيء.

✔️ شاركه قصصك الشخصية عن استجابة الدعاء

الأطفال يتأثرون بالقصص أكثر بكثير من النصائح المباشرة، خاصة عندما تكون هذه القصص حقيقية وواقعية. 

✔️ ادع بصوت مسموع أمامه وكن قدوة حية

الأطفال يتعلمون بالمحاكاة أكثر مما يتعلمون بالكلام. إذا رأوك تدعو، سيدعون. إذا رأوا الدعاء جزءًا طبيعيًا من حياتك اليومية، سيصبح جزءًا من حياتهم.

اجعل جزءًا من دعواتك جهريًا. عندما تخرج من البيت، قل بصوت يسمعه: اللهم إني أستودعك أهلي وبيتي. عندما تبدأ عملًا، قل: اللهم بارك لي في هذا العمل ويسره. عندما تأكل، قل: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا.

✔️ شجعه على صنع دفتر أدعية خاص به

اشتر له دفترًا وقل له: هذا دفترك الخاص، تكتب فيه كل ما تتمناه وتدعو الله أن يحققه لك. 

وبعد فترة، ارجعوا معًا لهذا الدفتر، واقرأوا الأدعية القديمة. سترون معًا كم من دعوة تحققت، كم من أمنية حققها الله. 

✔️ علمه أن الدعاء ليس فقط للطلبات

علم طفلك أن يدعو شكرًا لله على النعم الموجودة. علمه أن يدعو لأهله وأصدقائه. علمه أن يدعو للمسلمين في كل مكان. علمه أن يدعو دعاء الحمد والثناء على الله حتى بدون طلب شيء.

هذا التنويع في أنواع الدعاء يجعل العلاقة مع الله علاقة غنية ومتعددة الأبعاد، وليست مجرد علاقة منفعة يطلب فيها الطفل ما يريد فقط.

استثمر في علاقة طفلك بالله

أفضل استثمار في طفلك هو الاستثمار في علاقته مع الله. والدعاء واحدة من أقوى الوسائل لتحقيق هذا الهدف، لأنه يخلق صلة حية دائمة بين طفلك وربه، صلة تنمو وتقوى كلما دعا واستشعر قرب الله منه.

لكن هذه الرحلة ليست دائمًا سهلة، خاصة إذا كنت تعيش في بيئة لا تساعدك على تحقيق هذا الهدف. أحيانًا تحتاج إلى يد خبيرة تمد لك العون، إلى من يشاركك هذه المسؤولية العظيمة ويساعدك في غرس هذه القيم في قلب طفلك.

وهذا ما ستجده في معلمي مدرسة رتل، الذين يسعون بكل طاقتهم لبناء جسر متين بين قلوب الأطفال وبين الله. يغرسون في قلوب الأطفال حب الله والتعلق به، يعلمونهم معنى اليقين والتوكل، ويضبطون بوصلتهم لتظل متجهة نحو الله في كل خطوة من خطوات حياتهم.

في مدرسة رتل، نقدم دورات في اللغة العربية والقرآن الكريم والعلوم الشرعية للمبتدئين، مصممة خصيصًا للأطفال المسلمين في الخارج. 

ابدأ اليوم واحجز حصتين مجانيتين لطفلك من الرابط التالي:

https://rattiel.com/

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *