هل لاحظت في كل مرة تبدأ فيها بتحفيظ طفلك القرآن، يشعر بالملل؟
أو ربما يتهرب، يجري بعيدًا، ويرفض الحفظ تمامًا، ناهيك عن سرعة النسيان بالرغم من حفظه لأسماء الألعاب الإلكترونية بسهولة، أو تذكره لتفاصيل فيلم شاهده منذ فترة طويلة،
ومن كون الأمر لا يتعدى حفظ سور قصيرة من القرآن، تتحول جلسة تحفيظ القرآن للأطفال من لحظة إيمانية جميلة، إلى عملية مليئة بالمساومة والشد والجذب.
وبالتأكيد قد يكون لديك هذا الحلم: أن يكبر ابنك أو ابنتك وهم يحملون في صدورهم كتاب الله، وقلوبهم متعلقة بالقرآن، يرونه صديقهم الأقرب وسط حياة مليئة بالضغوط والغربة.
ولكن هل نظرت إلى حفظ القرآن الكريم من قبل بنظارة أطفالك؟
إذا وضعت نفسك مكانه، وهو يعيش في بيئة أجنبية لا يسمع فيها العربية إلا في البيت، ستدرك أن القرآن بالنسبة له قد يبدو مجرد حروف غامضة وكلمات يصعب فهمها.
فحين تطلب من أطفالك الجلوس لفترات طويلة والترديد المستمر لكلمات القرآن التي لا يفهم معناها في الأساس، بالتأكيد سيشعر طفلك بالملل وينظر بعيداً ويتحين الفرصة للهروب، وستجد مع الوقت أن طفلك قد يكون صورة سلبية في عقله على أن القرآن واجب ثقيل.

وفي الحقيقة أنّ تعليم القرآن للأطفال في البلاد الأجنبية ليس بالأمر السهل.
فالمساجد ودور العبادة غالبيتها مندمجة في ثقافات مختلفة، ووقتك بين العمل والمسؤوليات محدود، وحتى إن وجدت معلّمًا محليًا، فكثيرًا ما تكون الدروس تقليدية، جامدة، لا تجذب الأطفال ولا تشدّهم للحفظ.
والأطفال بطبعهم فضوليين وكثيرين الحركة ويحبون الاكتشاف وعقولهم صارت معتادة على التفاعل السريع والألوان المتحركة الساطعة والفيديوهات والتطبيقات والألعاب.
وبالتالي فكرنا في خطة بديلة في مدرسة رتل تقرب أطفالنا للقرآن وذلك من خلال التعليم التفاعلي
فبدلاً أن تكون جلسة القرآن مجرد ترديد للأيأت تتحول إلى تجربة حية تفاعلية تثير فضول الطفل وتحرك كافة حواسه وتشركه في عملية حفظ القرآن
حيث لا يطلب من الطفل فقط أن يحفظ الآيات القرآنية ويرددها بل يشرح معاني كلمات بسيطة، ونستخدم القصص، الصور، والحوار و يُشجَّع على أن يسأل، يشارك، ويربط ما يتعلّمه بحياته اليومية.
ومن أبرز مميزات التعليم التفاعلي:
1- حب التعلم بدلاً من النفور منه: طفلك يقبل على جلسة القرآن في مدرسة رتل لأنها تكون مليئة بالحوار التفاعلي والأنشطة والقصص والتفسير المبسط لأطفالك، وليس مجرد تلقين الآيات.
2- ترسيخ المعنى في القلب: من خلال ربط الآيات القرآنية والتعاليم والأوامر الدينية بالمواقف الحياتية والسلوك اليومي، فمثلا عند حفظ آية قرآنية تتحدث عن الصدق، يسرد المعلم قصة عن الصدق وجزاء الصادق وعقاب الكاذب وكيف نستخدم الصدق في يومنا.
3- تعزيز الثقة بالنفس: من خلال المشاركة الفعالة التي تعطي لطفلك أحساساً بالأنجاز وبأن رأيه وحواره مسموع، فيشعر بأنه قادر على الفهم والتعبير وليس مجرد التلقي والترديد فقط.
4- زيادة التركيز والانتباه: عندما يكون أسلوب الحوار في الجلسة تفاعلي مع استخدام أدوات بصرية تفاعلية يجعل طفلك منتبهاً أكثر ويقلل من شعوره بالملل.
5- غرس علاقة وجدانية مع القرآن: وهنا الفارق الأهم وهو أن يصبح طفلك متعلماً لا يحفظ القرآن فقط بل يكن له مصدر للراحة والهداية.
وفي النهاية،
قد يكون حلمك في أن ترى طفلك يحمل كلام الله والقرآن الكريم في قلبه، وينطق الآيات بلسان عربي سليم ويعيش مع معانيه بوعي وحب ويجعل القرآن هو مرجعيته في كل أمور حياته، لكن لتحقيق هذا الحلم، نحتاج أن نغير نظرتنا لأسلوب التعلم.
فالحفظ وحده لايكفي والتلقين فقط لا يثمر، إنما التعلم التفاعلي هو الذي يفتح قلب الطفل للقرآن، ويجعل جلسة القرآن جلسة ينتظرها طفلك لا يهرب منها.
فلنجعل أبناءنا يعيشون مع القرآن لا ككتاب يُحفظ فقط، بل كروح تُحيي القلوب، ودستور يهدي الطريق، وصديق يرافقهم أينما كانوا.
اشترك الآن في حصتين تجربيتين مجاناً حيث في مدرسة رتل تبدأ الخطوة الأولى لبناء جيل محبّ للقرآن جيل يفهم ويحبّ ويعيش مع كتاب الله.