هل أُضحي بتفوق ابني الدراسي من أجل أن يتقرب إلى الله ويعرف أكثر عن دينه؟
قد قد يخطر ببالك هذا السؤال حين ترى طفلك منهكًا بعد يوم طويل في المدرسة، وفي داخلك رغبة صادقة أن يخصّص وقتًا ليتعلّم أمور دينه ويزداد قربًا منه.
تحاول جاهدًا أن توازن بين العالمين. لكن دعنا نكون صادقين، الأمر نادرًا ما يسير كما تخطط له. الميزان دائمًا ما يميل إلى جهة واحدة.
كثيرًا من الآباء يقعون في هذا الصراع اليومي، ويشعرون وكأنهم مضطرون للاختيار بين أمرين كلاهما مهم لمستقبل أطفالهم.
لهذا السبب تحديدًا كتبنا هذا المقال لنشارك معك نصائح عملية وبسيطة يمكنك البدء بتطبيقها اليوم. نصائح ستساعد طفلك على النجاح في المدرسة والدين معًا، دون الحاجة إلى التضحية بأحدهما لصالح الآخر.
لو ركز طفلك على الدراسة فقط: قد يحصل على درجات عالية، لكنه سيشعر بفراغ روحي عميق في علاقته بالله. ربما ينجرف بعيدًا عن هويته الإسلامية شيئًا فشيئًا، وعندما تشتد عليه الحياة، لن يجد قيمًا راسخة يستند إليها.
بينما لو ركز طفلك على الدين فقط: قد يفوته دخول جامعات مرموقة أو الحصول على فرص وظيفية تضمن له حياة كريمة في المستقبل.
قبل أن نمضي، دعنا نتوقف عند معنى مهم للعبادة قد يغيب عن أذهان البعض
عندما تسمع كلمة “عبادة”، ربما يتبادر إلى ذهنك الصلاة والصيام وتلاوة القرآن. لا تفكر عادة في المذاكرة أو حضور الحصص أو أداء الامتحانات كعبادة.
لكن ماذا لو قلنا لك أن الدراسة يمكن أن تكون عبادة أيضًا؟ أن المدرسة والدين لا يجب أن يتصارعا ضد بعضهما البعض؟ بل يمكنهما العمل سويًا في انسجام تام.
الآن وقد وضحنا هذه النقطة، حان الوقت للتعرف على بعض النصائح التي ستساعد طفلك على الموازنة بين التعلم الدنيوي والديني بكل سهولة ويسر.
١. ابدأ بالنية الصحيحة: كل أمر خير يبدأ بنية صالحة. علم طفلك أن ينوي بدراسته وجه الله، وأنه يتعلم لخدمة الأمة وليصبح مسلمًا أفضل.
٢. ضع روتينًا يوميًا يشمل الاثنين معًا: حدد أوقاتًا ثابتة للصلاة والقرآن والعلوم الشرعية جنبًا إلى جنب مع وقت الواجبات المدرسية.
٣. استغل وقت الصباح للدين: قال النبي ﷺ: “اللهم بارك لأمتي في بكورها.” تلك الساعات المباركة بعد الفجر وقت مثالي لتلاوة القرآن وتعلم أمور الدين.
٤. دع الصلاة تنظم اليوم: الصلاة بطبيعتها تخلق جدولًا يوميًا. الفترة بين كل صلاة والأخرى تصبح بمثابة “جولة” يجب أن ينجز فيه الطفل أكبر قدر ممكن من مهامه، والصلاة نفسها تصبح الاستراحة المنتظرة التي يتطلع إليها بعد ساعات من العمل والتركيز.
٥. اجعل الذكر عادة: علمه أذكارًا بسيطة يمكن قولها في أي مكان: أثناء المشي للمدرسة، في فترات الراحة، أو أثناء الانتظار. هكذا يبقي الله في قلبه طوال اليوم.
٦. كن ذكيًا في التعامل مع أيام الدراسة والعطلات: لا بأس أن تركز أكثر على الجزء الأكاديمي خلال فترة الدراسة، مع العلم أن العطلة الصيفية ونهايات الأسبوع ستشهد تركيزًا أكبر على الدين.
٧. حول أوقات الراحة إلى بركات: بدلًا من إضاعة وقت الراحة، استخدمه لسماع القرآن أو الذكر أو مشاهدة محتوى إسلامي معًا.
٨. احتفل بالنجاحات بشكل متساو: لا تصفق فقط للدرجات الجيدة. احتفل أيضًا عندما ينهي سورة، أو يصلي الصلوات في وقتها أو يساعد في المسجد. أظهر له أن كلاهما مهم.
٩. اربط الدراسة بالدعاء: علمه أن يقول “رب زدني علمًا” قبل المذاكرة. هذا يرسخ في ذهنه فكرة أن الدراسة شكل من أشكال العبادة، كما يعوده من الصغر على مبدأ أننا لا نستطيع فعل أي شيء بدون معونة الله، فلا بد من الدعاء في جميع الأوقات.
١٠. اختر الأصدقاء بحكمة ساعده في العثور على أصدقاء يهتمون بالتعليم والدين معًا. عندما يفعل أصدقاؤه كلاهما، يصبح الأمر طبيعيًا لطفلك أيضًا.
١١. اربط المواد المدرسية بالإسلام: عندما يدرس العلوم، تحدث عن إبداع الله العجيب في الخلق. في التاريخ، اذكر العبر من الأمم السابقة.
١٣. قلل من المشتتات: ضع حدودًا واضحة للهواتف والألعاب ووسائل التواصل الاجتماعي. حتى لا تلتهم الوقت المخصص للدراسة وتعلم أمور دينه.
مهما طبقت من النصائح السابقة، ومهما وضعت من خطط وبرامج، إذا لم تكن أنت نفسك القدوة الحية أمام طفلك، فكل شيء سيذهب أدراج الرياح.
طفلك يراقبك في كل لحظة. عندما يراك تصلي في وقتك رغم انشغالك، وتقرأ القرآن حتى في أصعب الأيام، وتذكر الله وأنت تمارس حياتك، حينها سيفهم أن هذا هو أسلوب الحياة الطبيعي.
وأخيراً، لا تنس أن الدعاء هو سلاحك الأقوى في هذه الرحلة. ادع الله دائماً أن يهدي ولدك ويحفظه ويوفقه في دينه ودنياه.
نعلم أن الأمر قد يبدو مرهقًا. محاولة إيجاد وقت للدراسة والدين معًا ليس بالأمر السهل، وخاصة إذا كان لديك الكثير من المسؤوليات.
لهذا السبب في مدرسة رتل، نقدم لك الحل العملي لهذا التحدي.
نقدم لك ثلاثة برامج تنسجم مع روتين طفلك اليومي، يتعلم فيها القرآن الكريم واللغة العربية والعلوم الشرعية بطريقة ممتعة مناسبة لعمره مع معلمين متخصصين من خريجي الأزهر الشريف.
نمنحك فرصة حضور جلستين مجانيتين لتختبر بنفسك تأثير مدرسة رتل في دعم تطور طفلك الديني والتربوي.